الشلوخ عادة قديمة، في بدايتها كانت ترمز للإنتماء القبلي والطائفي، ممارستها وإنتشارها في ذلك الوقت جعل منها ميزة جمالية وابدع البعض في اشكالها ورسومها لتصبح ميزة لتزيين المظهر وإضافة رونق وجمال للفتاة، كما تميز افراد قبيلة عن الأخرى، وكانت علاج لبعض الامراض مثل الصداع
وامراض العيون، وأصبحت ثقافة ترسخت في الاذهان وارتبطت بالجمال والشجاعة عند الرجال في ذلك الوقت إلى أن تغير مفهومها الجمالي إلى العكس حيث صارت عبارة عن تشوهات للوجه. من الواضح أن معظم قبائل جنوب السودان قد تأثرت بهذه الظاهرة الثقافية لذلك اهتمت “تنوع ” بسرد الخلفية الثقافية للشلوخ، اشكالها وآثارها والإتخاذ من القبائل الجنوبية نموذج لإستخدام الشلوخ.
اشار سانتو اغسطينو لاكو المستشار القانوني بمفوضية العدالة أن فكرة الشلوخ جاءت من المستعمر على حد قوله، وقد وافق عليها الأسلاف نسبة لعدم الدراية، كان قصد المستعمر أن يفرق بين القبائل ليمرر أجندته، ثم اتخذت شكل الموروث من جيل إلى جيل،مبيناً أن الشلوخ في قبلة المنداري تأخذ شكل سبعات أي المعروف بـ(سبعمئة سبعة وسبعين777)، هذا النوع إستخدمه الأسلاف في حالة المرض اوالصداع الشديد، او اذا كان جسم الشخص نحيل ولايتحمل المزيد من الشلوخ.هناك نوع اخر للشلوخ إستخدمته الأجيال لسنوات، يأخذ شكل سبع الف وسبعميئة وسبعة وسبعين(777) وهذا النوع يستخدمه الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة وبنية عاتية،
وهو يُعتبر اكثر جمالا من النوع الآخر. وأكد أن الشلوخ قد ارتبطت بالشباب والرجولة، وأن الرجل الذي لايُشلخ لايعتبر شابا وأنه مازال مراهقاً. ويواجه البعض ضغوط من الرفاق لضرورة الشلخ، واضاف أن هناك شلوخ يُشلَّخ بها الطفل في عمر السنتين وقد اعتبره الاسلاف انه الطريقة المثلى لإستئصال الدم الفاسد، واشار إلى أن الشلوخ حالياً اصبحت غير إجبارية لإنتشار الوعي ومعرفة الاضرار الناتجة عنها والمتمثلة في قطع شرايين الرأس في حالة الشلخ الإجباري والتي تسبب النزف والوفاة، إضافة أن جروح الشلخ قد تدوم لفترات طويلة وتشوه الوجه ايضا ومنها ما يصل إلي العظام، مبينا أنه في التسعينات عقد مجتمع المنداري مؤتمراً للمثقفين للحدمن ظاهرة الشلوخ.
إتفق الأستاذ أستيفن اوتويل في الرأي مع سانتو،في أن الشلوخ هي فكرة المستعمر لتمييز القبائل عن بعضها، وأن التوجهات قد جاءت من رث الشلك آنذاك وتبين أن الاختلاف يكمن في الأشكال المستخدمة، وأن قبيلة الشلك تشلِّخ في شكل صفوف علي الجبهةاو مايعرف لديهم بـ(طاي) وذلك عن طريق قطع الجلد، موضحا أنه ليس هناك عمر معين للشلوخ في القبيلة، حيث يمكن أن يشلخ الفرد في العاشر من عمره، واضاف أن ليس للشلوخ علاقة بتتويج الشاب، او أنه ليس بالشئ الذي يعبر عن الرجولة والرشد، ولكن انتشاره في ذلك الوقت ارتبط بالموضة. احيانا يستخدم الشلوخ لعلاج بعض الامراض كآلام الصداع الشديد، واكد أنهفي هذي الأيام توقفت القبيلة عن الشلوخ نسبة لمعرفة الاضرار الناتجة عنه. واضاف جورج جوي ول أن الشلوخ في قبيلة النوير قد اتخذت شكل العادات والتقاليد في الفترات السابقة، يتوج بها المراهقين إلى مرحلة الشباب، ويتم الشلخ في شكل خطوط على الجبهة تصل الى ستة خطوط اوسبعة،وأضاف أن الشلخيتم في مجموعات، وعندها يتم عزل المشلخين عن بقية الشباب، ولايجوز لهم الإقتراب من المراعي إلى حين أن تقيم القبيلة لهم إحتفال إنضمامهم إلى افرادها، وهذاالاحتفال يقام بعد شهر من الشلخ وفيها يعد أسر المتوجين الذبائح والخمور البلدية، ولا يسمح لهم الإقتراب إلى وأن يغتسلو في البحر، وبعدها يمارسون حياتهم العادية، وتهدى لهم أثناء الأحتفال الأدوات الحربية القديمة بإعتبارهم المحاربين الجدد للقبيلة وينالون إعجاب الفتيات، ولا يُسمح للآخرين وصفهم بالصبيان حتى لوكانوا صغاراً في السن، موضحا أنه توقفتحالياً القبيلة عن ممارسة هذه العادة، ولكن مازال البعض ينادون الغير مشلخين بالأولاد. واتجه مدينق كانق في وصف الشلوخ بأنها ظاهرة ثقافية انتشرت في القبيلة وليس لها أي علاقة بالعادات والتقاليد، فهناك شلوخ للأطفال في عمر العشر سنوات، وكذلك للشباب في عمر 14 سنة. ولايحدد الشلخ الانتماء إلى الشباب بينما يميز القبيلة عن غيرها، وهكذا أتخذت الشلوخ السمة الثقافية المشتركة بين القبائل سواء أن تم ذلك بفعل المستعمر اوغيره …….
0 التعليقات:
إرسال تعليق