الجمعة، 3 يناير 2014

العشق الشاذ ..أمراض نفسية مسكوت عنها



طبيب نفساني : الانحرافات الجنسية سيلكوجية وبيلوجية
باحث إجتماعي : إحصائيات السحاقيات في السودان غير دقيقة لهذا السبب؟
القرضاوي : غياب الفهم الصحيح والبعيد عن مظاهر الكبت وراء الظاهرة


في خضم العراك الحامي الوطيس في ميدان الحياة.. وضنك المعيشة نمت على سطح مجتمعنا السوداني المعروف بعاداته وتقاليده السمحة ظواهر يشيب لها الولدان...لا ندري إن كانت للآلة الإعلامية الغربية يد في ذلك..أم أن تجاهل الأسرة لأبنائها بمسوغ المعيشة جعل الأبناء يركبون أمواج الرذيلة.. (في هذه المساحة ندلف إلى ركن مظلم قصي في عرفنا في قائمة المسكوت عنه.. (إنه)
(السحاق) العادة القبيحة والقذرة..زحفت إلى أوساطنا في غفلة..وطالت أذرعه الطالبات حاملات مشاعل الوعي ـ ولا ندري ماذا يخبئ لنا الزمن إذا تركنا الحبل على الغارب!؟ ربما قد يأتي زمن يطالب فيه المثليون من الرجال والنساء بحقوقهم..مثل ما يحدث الآن في الدول الأوربية..فلذا يجب على الأسر مراقبة أبنائها وبناتها لحمايتهم من الوقوع في براثن الخطايا.

الحرة: اسيا غبوش

جلست : شادية : قبالتي تبحث عن منفذ يلح عبره تلج عبره الى الحديث فالخوض في أمر كهذا صعب تحفه العديد من المتاريس..وبعد صمت طويل قالت وقعت لي حادثة غيرت حياتي وقلبتها رأساً على عقب ففي يوم خميس مشؤوم في الداخلية خرجت كل رفيقات العنبر إلى أقربائهن إلا ثلاث من النزيلات في العنبر المجاور وقد عدت مرهقة وبالكاد استطعت تغيير ملابسي ورحت في سبات عميق..لا أدري كم من الوقت مكثت في النوم..شعرت بيد تداعب جسدي فانتفضت مذعورة لأفاجأ بإحدى زميلاتي تتمدد بجواري المفاجأة ألجمت لساني ولم استطع أن أنبس ببنت شفة أما هي فجلست على السرير تحاول تخفيف الصدمة علىّ بالاعتذار عبر إغواء الشيطان لها لم أشعر قط بالخوف مثل خوفي تلك الليلة فبقيت مستيقظة حتى الصباح ورويدا رويدا حازت على ثقتي وبدأت تقترب مني وكنت أتلذذ بمداعبتها وأدمنت الأمر حتى أنني لم أعد أصبر يوما دون أن أشبع رغبتي الجنسية. سألتها وأما زلت تمارسين هذا الأمر؟
أجابت أحاول أن أقلع عنه عن طريق الباحث الإجتماعي ولكن أحيانا أجد نفسي مندفعة.
قصة شادية مأساوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى وحسب تفاصيلها أنها قدمت من قريتها (معافاة) إلا أن رفيقات السوء أسقطنها في براثن شر أعمالهن.
وتلك الطالبة ليست الضحية الوحيدة التي وقعت في براثن (السحاق) المسكوت عنه في المجتمع السوداني فالأمر لا يحتمل الصمت بل البحث والتمحيص وإيجاد الحلول والمعالجات..وإن لم يكن بطرفنا إحصائية دقيقة عن (ممارسات السحاق) إلا أن الاستطلاع الذي قمنا به أفصح عن (القنبلة) التي تتدثر بثوب العادات والتقاليد التي تمنع الحديث عنها جهراً..وفي جولة قمنا بها تحدثت إلي العديد من النساء وأبدين خوفهن من انتشار الظاهرة كالنار في الهشيم وأجزمن على أن ليس هنالك شريحة من المجتمع لا توجد بها (سحاقية) تبث سمومها في الأخريات وتستدرجهن إلى إدمانه.

الفنان يصدح داخل حفل الزواج بمنطقة الثورة بأم درمان والجميع يعيش لحظات الفرح عدا مجموعة خارج (الخيمة) كانت بعيدة كل البعد عن هذه الأجواء فقد كان (الصياح) وتبادل الألفاظ النابية بينها يدور.. الكل أعتقد أنها تحمي صديقتها من (الانحراف) وهي تمنعها من ركوب العربة مع بعض الشباب حتى أوضح لنا البعض الأمر..هي ليست صديقتها حسب المتعارف عليه ولكن يمكن تسميتها (بعشيقتها) فهي تقوم بالصرف الكامل عليها بحيث تمنعها من إقامة أي علاقة بشاب.

الوصول إليها لم يكن هو المهمة الصعبة فهي سكرتيرة بإحدى الشركات الخاصة ورغم أنها لم تكن المعنية الأساسية بالأمر إلا أن بداية (التواصل) معها كان هو المهمة الصعبة فبعد أن قام (وسيط) بشرح الأمر لها ووعد أن يكون الأمر بالسرية المطلوبة وافقت على الحديث في (حدود) وقالت إنها في بداية العلاقة مع هذه المرأة كانت تشعر بالخجل واحتقار النفس رغم أن هذه (الفتاة) ثرية وتوفر لها كل ما تحتاجه لكنها مع مرور الوقت اكتشفت أن هذه العلاقة أفضل من العلاقة مع (رجل) وتواصل قائلة إن أسرتي لا تعرف عنها شيئاً وهي تحترم هذه المرأة باعتبارها (صديقة) وفية لي وتقف مع الأسرة في كافة الملمات ومعها لا أخاف الوقوع في مشاكل الحمل وخلافه وتوفر لي الراحة الجسدية بحيث لا تجعلني أفكر في هذا الموضوع نهائياً وعن مستقبل تكوين أسرة أجابت بابتسامة لم نفهم مغزاها وحملت حقيبتها فقد كان وقت الإنصراف مع احساسنا بعدم رغبتها في المواصلة وارتياحها النفسي لوضعها كعشيقة لفتاة مثلها.

هذه الطالبة الجامعية عندما بدأت في سرد تجربتها كان إحساسي كأنها ما زالت مذهولة لما حدث رغم مرور زمن طويل عليه..قالت إنها لم تعط كل التحذيرات التي كانت توجه لها اهتماما وترى إن الأمر عادي أن ترى صديقتها التي احتوتها بمجرد دخولها الجامعة ترتدي ملابس الأولاد وتتصرف أيضاً مثلهم وتقول (ص) إنها لم تهتم بعبارات الحب والإعجاب التي كانت ترددها كلما جلستا سويا بعيداً عن الطلاب الآخرين ولكنها اكتشفت أن حسن النية التي كانت تبديها لم تكن في محلها عندما دعتها (الصديقة) لزيارتها بالمنزل..ولم تكن تتصور أساساً أن الزيارة (مرتبة) مع خلو منزل صديقتها من الأسرة وأن تفاتحها (بصراحة) برغبتها في ملامستها بطريقة جعلتها تخرج مفزوعة وتقطع علاقتها نهائياً بها!! الأثر النفسي لديها ما زال ممتداً فقد أصبحت تخاف كافة العلاقات..رجالية ونسائية وصارت انطوائية دائماً وحدها.

هذا النوع من النساء (السحاقيات) ليس كما يتصور البعض فهن معروفات في أوساط الفتيات وقد يتعاملن بسرية وغالباً ما تكتفي بواحدة أو اثنتين من اللاتي يتجاوبن معها و(السحاقية) تتحرك فيها الرغبة وتتعامل مع الأمر (كصداقة) عادية حتى تتعرف على إستجابة الطرف الآخر تدريجيا فالخوف من الفضيحة يظل يسيطر على تفكير هذه الفئة بصورة مستمرة.

انتهاك العرض امتياز رجالي..عبارة ابتدر بها ياسر عبد الله الطبيب النفسي حديثه مواصلاً إن الرجل الشرقي لا يرضى انتزاع هذا الشرف منه وهو بذلك يغض الطرف عن كافة العلاقات النسائية البحتة الأمر الذي يجعل الطريق ممهداً لتنامي هذه الظاهرة فهو لا يضع في اعتباره أبداً وجود علاقة بين فتاة وأخرى..ويوضح دكتور ياسر أن الانحرافات الجنسية لها عاملان بايلوجي بوجود بعض المظاهر التشريحية الأولية أو الثانوية الواضحة والمميزة بوجود خلايا ذكورية في مسام المبيض كظاهرة تكوينية لدي المرأة أما من جانب الظاهرة الإجتماعية فهي مرتبطة بالتنشئة الإجتماعية الخاطئة من كافة الجوانب الأسرة والشارع والتعليم بالإضافة للعلاقات الإجتماعية الفاشلة خاصة في الزواج والعوامل الاقتصادية كمعوقات الزواج بجانب الكبت الزائد غير المبرر.. وقال أخيراً إن الاسم ليست له علاقة علمية فهو مشتق تقريباً من جزيرة لسبوس اليونانية والتي كانت تعيش فيها الشاعرة (سافوا) التي تمارس علاقات الحب مع مثيلاتها من النساء أما الدكتور عيد السبيعي استشاري الطب النفسي بجامعة الملك سعود بالرياض والمهتم بدراسة (السحاق) فيرى أن الإنسان مهما تقدم في السن يظل موضوعه الجنس الطفولي أو عامل الاضطراب الهرموني في الغدد والاعصاب.. مواصلاً إن الأمر الخطير إن معظم (السحاقيات) لا يرغبن في تعديل وعلاج سلوكهن خاصة اللواتي استمررن في ممارسة الأمر لسنوات طويلة رغم إمكانيات العلاج والذي لا يمكن أن يكون إلا بالاعتراف بوجود المرض من الشخص المريض.
النسبة بالسودان غير دقيقة نتيجة للتربية غير الإباحية التي تجبل عليها الفتيات بالسودان وظهورها في الفترة الأخيرة يعود للطفرة الكبيرة في وسائل الاتصال بالإضافة للقنوات الفضائية مع القنوات مع النت.. كان هذا بداية أستاذة علم الاجتماع فاطمة الفاضل حول الظاهرة مبينة أن طريقة توصيل الفهم هو القضية الأهم فالتربية الجنسية بصورة عامة عندنا ضعيفة وتعتمد على (الهمز واللمز) وليس على طرق علمية واضحة مع افتقارنا للباحث الاجتماعي في المراحل الثانوية وهي المرحلة الأخطر.
تحدث الشيخ القرضاوي عن هذه الظاهرة من خلال أجهزة الإعلام موضحاً الرأي الصريح للدين بحرمتها وأرجع أسبابها إلى غياب التربية القائمة على الفهم المرتب الصحيح للإسلام والبعيد عن مظاهر الكبت والقهر والإضطهاد والإحباط وتحريم كل أنواع العلاقات الإنسانية مما لم يحرمها الدين بين الرجال والنساء مما يربي في الجنسين حساسية العلاقة بالجنس الآخر ذاكراً قول رسولنا الكريم (إذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان).
مهما دفنا رؤوسنا في الرمال فإن الغريزة الجنسية تظل من أقوى الدوافع في سلوك الفرد وشخصيته ومن أكثرها أثراً في سلوكه وقد حاولنا أن نلقي الضوء على قضية هي من القضايا المسكوت عنها في إطار التوعية العامة خاصة مع عدم القدرة على السيطرة مع التطور العلمي الكبير الذي اجتاح العالم وضروة مواجهة كافة القضايا وأبرزها ليعرف الشباب أبعادها لتجنب العوامل التي تقود إليها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ترقيم الصفحات