الخميس، 2 يناير 2014

الختان الفرعوني في السودان بين القانون والعرف ؟؟



 هل يمكن أن تزول هذه العادة التي لها من العمر ما يماثل عمر أهرامات الفراعنة؟ وهل سيصبح الختان بالنسبة للفتيات السودانيات مجرد ذكرى بعيدة لنار اكتوت بلهيبها في الماضي الأمهات والجدات؟
وحدها المؤسسة الدينية قادرة على رفع الظلم الذي تعانيه الأنثى في السودان، فمن خلال تأويل الأحاديث النبوية الضعيفة تمت شرعنة هذه العادة الوثنية، وبالدين أيضا يمكن محوها من الوجود
سناء أم سودانية من ضحايا الختان
​سناء ذات الثلاثين ربيعا، تعرضت لعملية الختان الفرعوني وهي اليوم تقاوم من أجل ألا يكون مصير ابنتها كريمة التي لم تقفل بعد عامها الرابع مثل مصيرها وهي في سن السادسة.قالت سناء بصوت حزين لموقع قناة "الحرة": "نحن في مجتمع يحكمه العرف، ويصعب القضاء على الخفاض عبر خطة وطنية أو مبادرة دولية".وتضيف سناء أن "المؤسسة الدينية هي الوحيدة القادرة على رفع الظلم الذي تعانيه الأنثى في السودان، فمن خلال تأويل الأحاديث النبوية الضعيفة تمت شرعنة هذه العادة الوثنية، وبالدين أيضا يمكن محوها من الوجود".وتخاف سناء كثيرا من احتمال انهيارها أمام سلطة العرف وتوضح "منذ أن بلغت ابنتي كريمة سنتها الثالثة، بدأت أتحاشى زيارة أسرة زوجي في القرية بالشمال، أخاف أن تتعرض هناك لمكروه في غفلة مني".

عرف ودين لشرعنة الختان
​تـُرجع دراسات تاريخية  شيوع عادة ختان البنات في السودان إلى القرن 14، مع انتقال القبائل العربية إلى شمال السودان واستقرارها به، وهناك دراسات تاريخية أخرى تذهب  إلى أن أول شكل للظاهرة ابتدعه الفراعنة.
تقولالدراسات إن ختان البنات عادة فرعونية الأصل، لأن "فرعون موسى لما علم أن وتقول هذه أحد أبناء بني إسرائيل سيقتله فكر في طريقة لمنع هذا الأمر فجاءته عجوز بهذه الطريقة وهي خياطة فتحة المهبل وجمع كل القابلات في قصره حتى لا تلد أي امرأة من بني إسرائيل بنفسها بل تضطر لحضور القابلة لتساعدها على الوضع". ويعزز هذه الرواية الدينية ما كشفت عنه الحفريات الأركيولوجية للأسر الفرعونية التي أظهرت غيابا تاما  للبظر في الملكتين كليوباترا ونفرتيتي

ويقوم الختان الفرعوني على تشويه كلي للجهاز التناسلي الأنثوي من خلال بتر كلي للأجزاء الخارجية وخياطة كل المنطقة النازفة مع ترك فتحة صغيرة.وإذا كان العرف قد حافظ على استمرار الختان الفرعوني حتى اليوم، رغم صدور قانون 1946 الذي يمنع هذا النوع من الختان، فان نوعا أخر من الخفاض يستمد استمراره داخل المجتمع السوداني من المؤسسة الدينية، ويعرف أيضا بـ"ختان السنة". وقد تمت شرعنته استنادا إلى  
عدة احاديث  عن الرسول صلي الله عليه وسلم اتفق المحدثون علي صحة بعضها ,و ضعف البعض الاخر, فما اتفق عليه قول النبي صلي الله عليه وسلم: (خمس من الفطرة : الختان و الاستحداد و قص الشارب و تقليم الاظافر و نتف الابط)3 اسناده صحيح اخرجه البخاري(7/206),و مسلم(3/146) ومما ناله تضعيف المحدثين:حديث (الختان سنة في الرجال مكرمة فى النساء)4 اسناده ضعيف اخرجه الامام احمد في مسنده(5/75) , و قوله صلي الله عليه و سلم للمراة التي تختن الاناث أشمى ولا تنهكى فانه احظى للزوج واسري للوجه)5 اسناده ضعيف,اخرجه الامام احمد فى مسنده(6/433) الضعيفة.من المفارقات التي تميز هذا الختان هو أنه منتشر أكثر لدى المسيحيين السودانيين بمعدل 46% مقارنة مع 26% عند المسلمين، حسب ما أوردته دراسة لمنظمة اليونيسيف، ذلك أن 83% من المسلمين يتبنون ختان الفراعنة الذي يأتي في المرتبة الأولى من حيث الخطورة.
وبحسب الأرقام الأخيرة لليونسيف، فإن 82% من نساء السودان خضعن للختان الفرعوني، بينما بلغت نسبة النساء اللواتي تعرضن للختان بالمجمل 90%.






































0 التعليقات:

إرسال تعليق

ترقيم الصفحات